Forum

Actu USA

Actu EU

Sommaire

Nouvelle Galerie photo

Espace adhérent

اين بيرةت من دمشق؟ إلياس خوري PDF Print E-mail
User Rating: / 0
PoorBest 
Written by Elias Khoury   
Friday, 03 June 2011 08:10
لم ار بيروت حزينة كما اليوم.
لم ارها عاجزة عن الكلام، وغارقة في الخجل مثلما هي اليوم.
حتى عندما كانت تحت القصف والخوف، لم تكن بيروت خائفة كخوفها اليوم.
لا، هذه ليست بيروت.
هذه مدينة لا تشبه بيروت، مدينة تختنق فيها الكلمات ولا تجد فيها الحرية زاوية تلتجىء اليها.
هذه مدينة مخجلة ومتواطئة مع القاتل.
بيروت تعرف ان الصمت مشاركة في الجريمة، ومع ذلك تصمت.
في الشام يقتل شعب بالرصاص وتداس وجوه الناس بالأحذية، في الشام شعب كامل ينتفض لكرامته وحريته وحقه في الحياة.
والشام ليست بعيدة عن بيروت، ولكن بيروت تبتعد عن نفسها.
صحافتها نصف صامتة، واعلامها اخرس، واذا تكلمت فالخجل يتكلم من خلالها وليس الحرية.
ساحاتها خالية، واذا جرؤ بعض الشبان والشابات على تنظيم اعتصام صغير صامت، كي يضيئوا الشموع تحية لأرواح الشهداء في سورية، يأتي شبيحة النظام الأمني المشترك ويدوسون الشموع، ويزأرون بهتافات تمجد الديكتاتور.
مثقفوها يدارون خجلهم وصمتهم متعللين بالظروف، وان حكى بعض الشجعان فيهم، فان كلامه لا يبرىء الصمت من صمته.
هذه ليست بيروت.
اما السياسيون فيتصرفون كرجال المافيا. يتغرغرون بكلام سمج عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، بينما يعرقل رجال الأمن قدوم اللاجئين السوريين الهاربين من المذبحة.
الأمن الموازي يهدد السوريين في لبنان، ويتم احصاء النازحين، وتوجه الاهانة الى من اثبت انه شعب على استعداد للموت كي لا يهان.
لن اتحدث عن ابطال 'الممانعة'، لن اسأل المقاومين كيف يغمضون عيونهم. فأنا اعرف ان الطائفية لا تغلق عيون اللبنانيين فقط بل تحولهم الى عنصريين.
كل طائفي عنصري، وكل بنية طائفية هي شكل عنصري.
لن اسأل زعماء الطوائف عن صمتهم، فالأفضل ان يصمتوا، بعدما استمعنا الى ما قالوه عبر فضيحة وثائق ويكيليكس.
والطائفيون يكررون اليوم خطيئتهم الأصلية.
حلفاء النظام السوري مخطئون في حماستهم لنظام يترنح، لأنهم يخافون من ان يكون سقوطه مقدمة لاسقاط هيمنتهم السياسية التي هي الاسم الآخر لفسادهم ونهبهم.
واعداء النظام السوري مخطئون في انتظاريتهم، لأنهم ينتظرون اشارة لم تأت من سيدهم السعودي، وهم متخوفون من اللا قرار الامريكي حول مصير النظام، ومن التعاطف الاسرائيلي مع نظام شرح لنا المليونير رامي مخلوف معانيه.
كل هذه الحثالة من السياسيين تتلوث اليوم بعار الصمت والتواطؤ.
الشعب السوري في انتفاضته البطولية المجيدة، في صبره وتفانيه وشجاعته، يعلن فضيحة مزدوجة: فضيحة النظام السوري بالقمع الوحشي والدم المراق، وفضيحة النظام اللبناني بالجبن والسفاهة.
نستطيع ان نحلل اسباب هذا الصمت المتذاكي، او اسباب الدعم المتغابي للنظام السوري، كما نستطيع ان نفهم ان لبنان الذي استطاعت الطوائف اجهاض استقلاله وتحجيم مقاومته وتصغيرها، بات عاجزا ومشلولا وفاقد الارادة.
لكنني لا استطيع ان افهم لماذا تنتحر بيروت بالصمت.
المدينة التي قاومت الغزاة الاسرائيليين واحتملت القصف والجوع والحصار، تبدو اليوم خائفة من مجموعة من الزعران والبلطجية الذين يصادرون صوتها.
شارع الحمرا، الذي كان عنوانا ثقافياً للحرية تستولي عليه مجموعة من الفاشيين الذين يروعون الناس بأسلحتهم الجاهزة للاستعمال.
هذه البيروت ليست بيروتنا،
وهذه الصورة الخانعة لثقافة الصمت ليست ثقافتنا،
وهذه اللامبالاة الذليلة ليست لا مبالاتنا.
لا اعرف كيف اداري خجلي من نفسي ومنكم ايها الناس.
السوريون والسوريات يواجهون القمع بالموت، اما بيروت التي استقالت من نفسها، وصارت مجرد زواريب للطائفيين والفاشيين فانها تموت من دون ان تواجه، تنتحر ويُنحر صوتها على مذبح الخوف والمهانة.
لا اعرف كيف انهي هذا المقال، فلقد بدأت في كتابته كرسالة اعتذار من بيروت الى دمشق، وكوعد بأن لقاء الحرية لا بد وان يجمع المدينتين اللتين عانتا كثيرا من القمع والترهيب.
كنت اريد ان استعيد صوت سمير قصير الذي كان اول من زرع ياسمين الحرية في الشام، وروى بدمه ربيع العرب قبل ان يبدأ.
لكنني عاجز عن الكلام.
اشعر بالعار والعجز، واحس ان صوتي يختنق، وان بيروت التي كتبتها وكتبتني تتلاشى امام عيني، وانا ارى كيف تغرق المدينة في الخوف وتفترسها اللامبالاة.
لكن رغم القمع والخوف فان لا شيء يستطيع ان يمحو واقعا مشتركا تعيشه المدينتان المسورتان بالتخويف.
سوف يفي الوعد بوعوده، وسيحملنا الحلم صوب الشام وفلسطين.
اما مرحلة هيمنة الخوف فستنطوي كذاكرة لا نريد لها ان تعود.

-----

إلياس خوري - (عن "القدس العربي" اليوم)

 



هبونيَ عيداً يجعل العُربَ أمَّـةً *** وسيروا بجثماني على دين بَرهمِ!!
فقد مزَّقت هذي المذاهب شملنا *** وقد حطمتنا بين نابٍ ومنسمِ
سلامٌ على كفرٍ يوحِّد بينــنا *** وأهلاً وسهلاً بعـده بجهـنَّم

 

مشاركات : #

وليتني أستطيع التشبه بالأديب اللبناني الكبير "الياس خوري" صاحب "باب الشمس" و"يالو" وغيرهما من الأعمال المميزة.

طبعاً، نعرف كلنا أن "الياس خوري" يحرر الملحق الثقافي في "جريدة النهار" البيروتية، ويكتب عموداً يومياً في "القدس العربي" منذ سنوات، وله مواقف وطنية مشهودة في جميع المجالات. ما لم أكن أعرفه، واكتشفته منذ اندلاع الثورة السورية، أنه "رجل حر" في زمن "أنصاف الرجال" إن لم أقل أشباههم.

لا أعتقد بأنه من السهل على "الياس خوري" أن يأخذ موقفاً إيجابياً من ثورة "تلتهم نظام الأسد" والكثير من مفردات "المقاومة والممانعة" التي اجترها هذا النظام وأتباعه حتى اليوم. فموقف "الياس خوري" من القضية الفلسطينية قد يتماثل مع "الموقف المعلن للنظام السوري" و"امتداداته اللبنانية". ومع هذا الموقف المحابي لكثير من السياسات السورية الخارجية إلا أنه انحاز بشكل واضح "للشعب السوري" منذ بداية الثورة ولم يضع على عينيه نظارة "طائفية" أو "فئوية" مثلما حصل لمعظم مؤيدي النظام السوري في لبنان.

لقد ميّز "الياس خوري" منذ اللحظة الأولى الغث عن السمين، وعلم علم اليقين أن "الثورة السورية" إن هي إلا ثورة "شعب من أجل الحرية" في وجه نظام يمارس الاستبداد منذ "خمسين سنة"، ولا مكان "لاختيار الموقف" أمام "الرجل الحر" عندما يكون الأمر على هذه الشاكلة. فقصص الإعلام السوري الرسمي وحلفائه في "بلاد الأرز" عن المتآمرين والمخربين أسخف من أن يستطيع عقل تصديقها، والشباب السوري، ودم الشباب السوري الذي يواجه الرصاص بصدور عارية يشير بأصابع الإتهام إلى جميع العرب الذين يسكتون عن ذابحيه. لذلك، يكتب "الياس خوري" منذ شهرين عن هذه "المهزلة الدامية" التي تقودها عائلة الأسد وهو يحمل دمه على كفه؛ فالرجل لبناني قد تصيبه رصاصة قناص أو يموت بسيارة مفخخة في بلد فيه الكثير من الذين باعوا أنفسهم إلى النظام السوري.

تحية لـ" إلياس خوري" حقاً، ولقد صدق من قال أن الرجال يُعرفون بالحق ونصرة الحق والموت في سبيل الحق ...

واسلم لي
العلماني

http://www.nadyelfikr.com/showthread.php?tid=43454

 

Last Updated on Monday, 06 June 2011 09:29
 

Promotion 1963

MLFcham Promotion 1963

Giverny - Mai 2004

MLFcham Giverny - Mai 2004

Athènes - Oct 08

MLFcham - Athènes - Octobre 2008

Promotion 1962

MLFcham Promotion 1962